قدّم اخوتنا المعلقون على صفحة لينجا على الفيسبوك فرصة عظيمة للاطلاع على ما في عقولهم من افكار تجاه هذا الموضوع. البعض منهم اعتبرني ملحدًا وآخرون لم يتحملوا السؤال المقدّم في عنوان المقالة اذ انهم يعتبرونه اهانة. ونظرا لان نهجي دفاعي بحت فلن اتعرض لمعتقد الآخر ولكنني اتذكَّر وأُذكِّر ذاك المثل الشهير ان ساكنوا البيوت الزجاجيه يجب ان لا يرشقوا احدا بالحجارة.
لا تُعلّم المسيحية التي انتمي لها ولا اليهودية التي كتابها جزء من كتابي، لا يُعلّمان ان الله هو مصدر الشر، واليكم بعض الشواهد التي توكد هذا:
1- عندما انهى الله خلق الله السموات والارض بعد ستة ايام راى ان كل ما عمله هو " حسن " good وفي العبرية "טוב طوڤ " المضاد لكلمه شر " רע رع ". اذن ما يقوله الكتاب المقدس ان كل ما عمله الله هو "خير" اي ان الله لم يعمل " شر" في الخليقة، فهو اذن ليس المسؤول عن وجود الشر في العالم المخلوق. هذه شهادة الكتاب اليهودي.
2- في العهد الجديد يقول يعقوب الرسول ان الله غير مجرّب بالشرور " يعقوب 1 : 13 " وفي يوحنا الاولى 1 : 25 يقول احد حواري المسيح وهو يوحنا ان الله " نور " وليس فيه ظلمة البتة. اذن المسيحية تقول فة كتابها ان الله ليس المسؤول المباشر عن وجود " الشر الادبي او الاخلاقي " او بتعبير اخر " الخطيه والاثم ".
3- ذكرت في المقالة السابقة ان الشر ليس مخلوق، فكما ان الظلمة هي غياب النور كذلك الشر هو غياب الخير، ان رايت مخلوقا واحدا ليس فيه اي ذرة خير فهذا هو الشيطان ولكن " الشر " ذاته هو " نقص او غياب الكمال الادبي "، ان اي تصرف لا يليق بالادبيات والاخلاقيات القياسية يسمى " شر " فليس القتل او الزنا فقط هم الشر ( وهم كذلك ) ولكن النقصات الادبية هي " شر ". الكثير من الشعوب الوثنية تفهم الشر من هذا المنطلق مع انها لا تؤمن بالله.
4- بالنسبة لنا نحن الذين انعم الله علينا بنعمة " الايمان " به نفهم ان الله كلي السلطان وهو المتحكم في كل الامور، ولان شعوب الوثنيين ايام العهد القديم كانت تؤمن باله للعواصف واله للمطر واله للرياح واله للخصب وهكذا... فلهذا يظهر العهد القديم الله انه " هو الذي يسمح بحدوث كل شيء وليس هذه الالهة الوثنية، فالشر الذي يصنعه الانسان في اوقات معينة او الذي يصنعه الشيطان باستمرار لا يفاجئ الله (حاشا ) ولا يعوّق تحقيق مقاصده، ببساطة لان الله منذ البداية يعرف النهاية ويفعل ما يريد... ولهذا قال " لاني انا الله وليس اخر الاله وليس مثلي مخبر منذ البدء بالاخير و (مخبر ) منذ القديم بما لم يفعل (بعد ) قائلا : رايي يقوم وافعل كل مسرتي " اشعياء 46 : 9-10.