سقط أحد الشباب في خطية لعب القمار. وذات ليلة توالت خسارته في أثناء اللعب. ففقد أعصابه، وفجأة أخرج مسدسًا من جيبه وأطلق الرصاص على خصمه في لحظة غضب شديد، فسقط الخصم قتيلاً في الحال.
تم القبض عليه، وحوكم، ثم حكم عليه أخيرًا بالإعدام. ولكن بعض أقاربه وأصدقائه وكثيرين آخرين تحركوا لإنقاذه، لأن حياته السابقة كانت حياة ممتازة، فقدموا للحاكم التماسًا بطلب العفو عنه. وبالتالي، ذهب لزيارته في السجن رجل يبدو على مظهره أنه من رجال الدين. واقترب الزائر من زنزانة الموت، فصرخ قائلاً: " أُخرج من هنا، لا أريد أن أرى أي واحد من رجال الدين! لقد حاول سبعة أشخاص مثلك مقابلتي فرفضت... أخرج من هنا حالاً ".
أجابه الزائر: " انتظر لحظة أيها الشاب، فإني أحمل معي بشرى سارة بالنسبة لك. بل إنها أعظم بشرى على الإطلاق. دعني أحدثك عنها ". ولكن بالرغم من ذلك رفض السجين الإصغاء إلى نداء الرجل، وجاوبه بخشونة شديدة، ظانًا أنه يريد أن يقدم له عظة دينية، وأمره بالانصراف فورًا. فاستدار الزائر بقلب حزين وخطوات بطيئة، وخرج من المكان.
وبعد دقائق، أتاه حارس السجن وبادره بالقول: " أيها الشاب، لماذا تصرفت بهذه الطريقة العنيفة مع الحاكم؟ ".
فتساءل الشاب السجين في ذهول: " ماذا؟ أتريد أن تقول ان ذلك الرجل الذي يرتدي ملابس رجال الدين هو الحكم؟ هل أنت جاد فيما تقول؟". أجابه الحارس: " نعم. إنه هو، ولقد كان يحمل في جيبه قرارًا بالعفو عنك، ولكنك رفضت أن تصغي اليه ".
فارتعد السجين بشدة وطلب من الحارس أن يحضر له فورًا ورقة وقلم، ثم جلس، وبيد مرتعشة كتب إعتذارًا عما حدث منه وأرسله إلى الحاكم، قرأ الحاكم إعتذاره دون أي اهتمام، ثم ألقى به جانبًا.
وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام في ذلك الشاب، سألوه عما إذا كان يريد أن يقول شيئًا قبل أن يموت؟ أجاب: " نعم. أخبروا الشباب في كل مكان، بأنني لا أموت بسبب الجريمة التي اقترفتها، ولا لأنني قاتل، فلقد كان من الممكن أن أعيش، ولكن أخبروهم بأنني أموت لأنني رفضت العفو المقدّم لي من الحاكم.
صديقي... إذا كنت ستهلك الى الأبد في يوم من الأيام، فذلك لن يكون بسبب خطاياك، مهما كانت كثيرة أو رهيبة. فلقد كان من الممكن أن تحيا وتخلص، لأن يسوع المسيح، ابن الله، تألم ومات على الصليب من أجل هذه الخطايا، انه قد احتمل عقوبتك، وبالتالي فان الله يمكنه أن يسامحك، ولكن إذا انتهت حياتك في الجحيم، فاعلم إذن أن السبب هو أنك رفضت العفو الإلهي المقدم لك من الله على أساس موت ابنه يسوع المسيح.
" الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة فإن المسيح "، " أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا الى الله " (رسالة بطرس الأولى 2: 24 و 3: 18).
" الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد " (يوحنا 3: 18).
صديقي... عليك إذًا أن تختار. إما أن تقبل العفو الإلهي المقدّم لك فتنجو من العقاب الأبدي. أو تتجاهل ذلك العفو وترفضه فتصير ملعونًا في الجحيم الى الأبد. لقد صلى اللص المصلوب تائبًا ومتوسلاً، وهو يقترب بسرعة الى الموت: " أذكرني يا رب... " فكانت الإجابة الفورية المطمئنة له من فم الرب يسوع هي " الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس " (لوقا 23: 43).
إنه مستعد أن يعفو عنك أيضًا إن كنت تصلي إليه معترفًا بخطاياك، مؤمنًا بأن دمه يطهرك من كل خطية.